قاهرة المقريزي

قاهرة المقريزي
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قايتباي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قايتباي. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 2 أبريل 2012

من خلال زيارتي لمجموعة قايتباي


قمت بزياره إلي المنطقه التي تقع بها مجموعة قايتباي و ذلك في سنة 2010, و لم تكن الزياره قاصره علي تلك المجموعه و حسب بل و قمت بزيارة الكثير من الآثار الموجوده قريباً منها, و الحقيقه فإن معظم تلك الآثار يلقي نفس المصير و يعاني نفس الظروف من حيث الإهمال و غياب المسئوليه من جانب الحكومه و عدم الوعي بقيمة تلك العمائر الجليله من قبل المواطنين بل و التعدي عليها باسليب مختلف و بشكل مؤسف , و أما عن مجموعة قايتباي بالتحديد فكان ما لاحظته كالتالي :

*الربع / يعد الربع هو الأسوا حالاً من بين أجزاء المجموعه فهو بطبعة حاله منخفض عن منسوب الشارع حوالي 2 متر فإن بوابته شبه مردومه بالأتربه و النفايات التي يلقيها الأهالي فضلاً عن كون الفناء الداخلي منه ( في الجزء الغير مواجه للشارع ) قد إمتلأ بالقمامه لآخره و كأنه مقلب و الصور توضح ذلك, و واجهة الأثر قاتمه وقد غطت الأتربه أي ملمح جمالي تحتويه خصوصاً في منطقة المدخل التي تحتوي ( رنك ) شعار السلطان و المقرنصات و العقود الحجريه

 بوابة الربع و بالأعلي الفناء الداخلي و قد إمتلأ قمامه
*الحوض / ليس مصير الحوض أفضل كثيراً من الربع فإن الأهالي يستخدمونه أيضاً لنفس الغرض ( إلقاء القمامه ) و لكن ما لفت نظري أكثر فإنه و بالرغم من وجود سور معدني علي و اجهته إلي أنه قد علقت يافطة دعايه إنتخابيه علي الأثر نفسه و المفارقه أن تلك اليافطه كانت لـ ( محمد إبراهيم سليمان ) وزير الإسكان السابق !

 الحوض و قد علقت عليه يافطة إنتخابات

*المدرسه / و هي تعد الأفضل حالاً من بين كل الجزاء فهذا المبني مفتوح للزياره لأداء الأهالي للصلوات إلي أن إهتمام الحكومه بالمبني ضعيف جداً و الصور ثلاثية الأبعاد التي أرفقت روابطها توضح كيف أن داخل القبه مهمل من حيث التنسيق و النظافه و بشكل لا يليق بقبر رمز تاريخي السلطان قايتباي و الذي أظن ان من يعادله باي بلد أوربي يلقي أكثر بكثير من الإهتمام و التوقير
الملحوظه الأخري إنعدام و جود نظام إضاءه يناسب الأثر ليبرز قيمته المعماريه و إذا تاملت الصور الموجوده بالروابط ستجد أن المصابيح الموجوده بالمدرسه تم تركيبها من قبل الأهالي و هي تفتقر لأي ذوق يناسب الطابع الإسلامي فضلاً كون إضائتها لا توفر اي إحساس بالروحانيه و هي ليست مسئولية الأهالي بالأساس و لكنه كما أشرت غياب شديد لدور الدوله
كذلك فإن الأهالي قاموا بتعليق كل ما يحلوا لهم من مصابيح أو مراوح أو ملصقات في أي مكان بدون رادع بصرف النظر عن الموضع الذي تعلق به هذه الأشياء
إلي أن الجانب المشرق أن العناصر المعماريه بالأثر بحاله جيده و لا ينقصها سوي الإهتمام و أن يكون هناك خطه و نظام لإدارة المبني

صحن المدرسه و تظهر هنا المصابيح الغريبه

*المقعد و قبة الكلشني : هما أيضاً بحاله جيده إلي أني عند زيارتي كانا مغلقين و لم يتثني لي سوي الإستمتاع بما للواجهه من جمال معماري و قد كانت السقالات التي يستخدمها المرممون الذين يعملون علي واجهة المقعد منصوبه حينها

المقعد و السقالات منصوبه أمامه


أتمني عند زيارتي القادمه أن أجد :

1-      نظام إضاءه يناسب الأثر و يبرز قيمته و خصوصاً ليلاً ليكون علامه بارذه في سماء القاهره لمن يسير علي طرق صلاح سالم الحيوي و الذي يمر بالكثير من المعالم

2-      عملية تنظيف تزيل كل القمامه التي إنتهكت بها حرمة هذه الأماكن و إزالة الأتربه من علي الواجهات و معالجة مشكلة القمامه بالمنطقه 

3-      بدء خطه لوضع الأثر و ما يحيط به من آثار أخري عظيمه تركت من قبل أجدادنا بهذه المنطقه ضمن خطة تطوير لتتحول مستقبلاً إلي متحف مفتوح ( كشارع المعز ) و هذا ليس بالصعب خصوصاً أن منطقة قايتباي ليست آهله بالسكان و الأنشطه كالجماليه التي يقع بها شارع المعز

الخميس، 29 مارس 2012

الجنيه المصري و مدرسة قايتباي






نبدأ في تعريفنا بالمساجد المرسومه علي العملات الورقيه المصريه بالعمله الورقيه فئة جنيه واحد, و إذا دققنا النظر بجوار الصوره سنجد أنه قد كتب إسم المسجد و هو مسجد السلطان قايتباي, في هذا المقال نتناول تعريف موجز بهذا الأثر
تعريف بالمنشئ

هو السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي الظاهري و هو جركسي الأصل و لقبه الظاهري نسبه للسلطلن الظاهر جقمق الذي اعتقه بعد أن كان مملوكاً للسلطان الأشرف برسباي من قبل, و هو في نظر الكثير من المؤرخين اعظم سلاطين المماليك الجراكسه ( حكام مصر في القرن الخامس عشر )
 هذا السلطان نعرف إسمه جيداً بسبب البرج أو القلعه الموجوده بالأسكندريه, إلي أنه ينسب إليه في العالم الإسلامي حوالي 70 اثر آخر, فقد شهد عصره نهضه عمرانيه واسعه
و بالرغم من أن فترة حكم قايتباي قد إستمرت حوالي 30 سنه من 1468 إلي 1496 إلي انها شهدت الكثير من التحديات ما بين تمردات العسكر و تحركات معاديه علي حدود الدوله كان أبرزها هجمات السلطان حسن الطويل ملك ما يعرف الآن بإيران و شاه سوار جنوب شرق الأناضول و كذلك حروبه مع الدوله العثمانيه التي حالفه فيها النصر بقيادة الأمير أزبك ( مؤسس حي الأزبكيه ) , كما نزل الطاعون بالبلاد أكثر من مره إلي أن هذا كله لم يمنع من قيام دوله قويه أزدهرت فيها حركة التجاره مع الدول الأوربيه و كثر فيها تشييد الأوقاف الجليله مما شيده السلطان و أمرائه في مصر و الشام و بلاد الحرمين والتي أوقفت علي أوجه البر و قد عاصر الكثير من الأئمه و الفقهاء و المؤرخين و العلماء ممن تركوا بصمه مميزه علي التراث الإسلامي و كلهم كانوا يحيون في مظلة سلطنته سواء في مصر أو في الشام

* هذه نبذه مختصره عن السلطان قايتباي و ربما نتناول ترجمة هذا السلطان بإستفاضه في موضوع آخر لاحقاً


موقع الأثر


 هذا الأثر مدون برقم 99 من آثار مدينة القاهره و يقع بشارع السوق بمنطقة قايتباي التابعه لمنشية ناصر, و يمكن لمن يسير علي طريق صلاح سالم ما بين جامع الشرطه حتي حديقة الأزهر إذا كانت القلعه خلفه فسوف يري المسجد علي يمين الطريق بين القباب و المآذن الموجوده علي إمتداد مقابر المجاورين و بالمناسبه هي – مقابر المجاورين- تعرف أيضاً بالقرافه الشرقيه أو صحراء المماليك و يوجد بنفس المنطقه الكثير من العمائر الجليله التي شيدها السلاطين و الأمراء في مختلف العصور  الإسلاميه

وصف الأثر

هذا الأثر بالأساس هو عباره عن مجموعه شملت أكثر من مبني, مازال قائماً منها حتي الآن :
 
1-      مدرسه للمذاهب الأربعه و بها قبة و ضريح المنشئ


2-      مقعد ( مقصورة جلوس )


3-      ربع ( مجمع سكني به غرف صغيره و يشتمل أيضاً علي دكاكين في الدور الأرضي و ربما يشتمل علي مخازن كذك )


4-      حوض لشرب الدواب الماره


5-      بوابة المجموعه


6-      ضريح آخر يعرف بقبة الكلشني ( هي بالأساس طبقاً حجة الوقف مخصصه لأبناء قيتباي و مذكور أيضاً أنها مدرسه بالرغم من كونها تربه )


* نتحدث هنا فقط عن المدرسه و هي المرسومه علي العمله النقديه فئة جنيه مصري و نرفق صور لباقي المجموعه

و قد قام السلطان بتشييد هذا الأثر ما بين سنة 1472 حتي 1474 و كانت هذه المجموعه في مجملها تشبه البستان أو الحديقه فعندما زارها أوليا شلبي في القرن السابع عشر ذكر أنها كانت مثلثة الشكل و إستغرق حوالي 3 ساعات في التجول حولها

مبني المدرسه هو في تخطيطه مطابق للنموذج المعماري المألوف في ذلك العصر حيث يحتوي علي أربع أواوين لتدريس المذاهب  إلي أن نص الوقف لم ينص إلا علي مخصصات إمام مالكي و مرتبات الصوفيه القاطنين بالمكان فنذكر هنا قول بن إياس المرخ في أحداث سنة 874 هـ إذ يقول
(( وفيه ابتدأ السلطان بعمارة تربته التى أنشأها فى الصحراء، وجعل بها جامعاً بخطبة، وقرر به صوفة وحضوراً بعد العصر، وأنشأ هناك عدة خلاوى برسم الصوفة وحوضاً وصهريجاً وأشياء كثيرة من وجوه البر والمعروف )), و الخلاصه ان المبني كان يقوم بوظيفة المسجد الجامع و لم يقم قط بوظيفة المدرسه و ذلك لعدم إشتمال حجة الوقف علي مخصصات التدريس للمذاهب و كونها لم تقم قط بهذه الوظيفه
مسقط أفقي لمبني المدرسه

و تتميز هذه المدرسه بقبه حجريه ( مدفون تحتها السلطان ) مزينه بالنقوش المملوكيه الغنيه و كذلك المئذنه إسطوانية الشكل و المبنيه من الحجر أيضاً كما بيرز علي الواجهه الرئيسه المدخل المزين بإتقان يدل علي حرفيه عاليه تميز بها هذا العصر و جميع هذه العناصر إتبعت النسق المعتاد حينها من حيث التصميم إلي أن أعمال الزخرفه و التزيين كانت تتمتع بالكثير من التميز في هذا المبني







كما يؤكد السبيل و الكتاب الملحقين بالمدرسه للواجهة  شخصيتها المميزه و قد كان من المعتاد في عمارة المدارس المملوكيه في عصر الجراكسه أن يلحق بالمدرسه سبيل و كتاب




أما عن الفناء الداخلي للمدرسه فقد غطي بسقف خشبي مزين به قبه خشبيه و هذا الإسلوب في تغطية الفناء لم يكن معتاداً في المراحل المبكره من العصر المملوكي


 و قد كان مبني المدرسه حتي بداية القرن التاسع عشر أو بعد ذلك بحدود نصف قرن متصل بمبني الحوض عن طريق مبني قد إندثر حاليا كان يمتد موازياً للشارع حيث أن الشارع الموجود بين المدرسه و الحوض حالياً هو مستجد وكانت توجد بالمبني فتحات عقديه ليعبر من خلالها الماره إلي داخل المجموعه و ربما كان هذا المبني ممتداً حتي يصل إلي الربع و اظن أنه كان جزء من الربع, و الصور القديمه يظهر فيها المبني المندثر قائماً
لوحه للفنان ديفيد روبرتس في بداية القرن الـ 19 مـ يظهر فيها جزء من المبني المندثر

شخصية الأثر و أهميته

أزعم أن الطابع الذي تتركه هذه المدرسه لمن يعاينها هو أنها الأكثر تمثيلاً و تعبيراً عن شخصية هذا العصر من جانبه الفني و المعماري

وقد كان هذا المبني قديماً - بالتحديد في نهاية العصر المملوكي - وجهه أساسيه تقصد من قبل الشخصيات المهمه و المؤثره في أحداث تلك الحقبه خصوصاً كون الغالب في من تحكم بسياسة الدوله في المرحله التي تلت حكم قايتباي حتي دخول العثمانيين مصر ( 1517 مـ ) كونهم من ذوي قايتباي و مماليكه و كان هذا سبباً لما تمتع به قايتباي من مكانه في قلوب و عقول الأمراء و الرعيه فيمكننا القول أنه كان رمزا و أباً روحياً للمصريين فنقرأ في كتب التاريخ مثلاً عند الصلح بعد أحداث الفتن مقولة شرطيه لإتمام الإتفاق بين المتخاصمين ( إرساء الدوله علي قواعد السلطان قايتباي ) أي أن حكمه كان مثلاً يحتزي به

ومما يعطي الأثر و المجموعه بشكل عام مزيد من الأهميه هو مدي تنوعه و شموليتة لمختلف العناصر المعماريه و أعمال النحت و التزيين مما يجعله في حال تؤهله ليكون متحفاً مصغراً يحوي نماذج مختلفه من عمارة عصر المماليك الجراكسه

 و لهذه الأسباب فإن مدرسة السلطان قايتباي ليست بالأثر التقليدي و لكنها بحق أثر يستحق أن يلقي منا المزيد من العنايه و الإهتمام سواء أفراد أو حكومات لما مثلته  شخصية قايتباي و مرحلة حكمه و ما تبعها من حكم مماليكه من دور محوري و مؤثر في تاريخنا سواء كان هذا الدور سلبي أو إيجابي و هذا يوجب علينا تخليد ذكراه

أدعوكم لمتابعة و تحميل روابط قبة و مدرسة قايتباي من علي موقع www.3dmekanlar.com  لمعاينة المسجد بصور ثلاثية الأبعاد

http://www.3dmekanlar.com/ar/tomb-of-qaitbay-2.html
http://www.3dmekanlar.com/ar/qaitbay-mosque-2.html