قاهرة المقريزي

قاهرة المقريزي

الاثنين، 21 مايو 2012

ما بين خانقاة البندقدار و مشكاته


بينما كنت أبحث في محتويات متحف (ميتروبوليتان ) بنيويورك في الولايات المتحده و بالتحديد في مجموعة الآثار الإسلاميه و قد علمت من خلال أحد المجلات المعماريه أنه في بداية العام الجاري 2012 قد إستحدثت قاعه جديده علي الطراز الإسلامي المغربي لتكون صاله لعرض التحف الإسلاميه التي تم إستجلابها لهذا المتحف

و كالمعتاد في سائر المتاحف العالميه الضخمه التي تحوي معروضات لحضارات و بلاد مختلفه كانت للمعروضات المصريه المكانه البارزه 

و قد لفت نظري صوره لمشكاه ( قنديل ) مشهور رأيته كثيراً من قبل علي صفحات الإنترنت لكني لم أكن أتتبع حاله, هذا القنديل به علامه مميزه أعرفه بها ألا و هي رنك ( شعار ) البندقدار و هو عباره عن قوسين متقابلين و ( البندق ) هو نوع من أقواس الرمي الذي إشتهر به المماليك, و كانت العاده في العصر المملوكي الذي يعود له هذا القنديل أن كل أمير كان يتخذ رنكاً خاصاً به يضرب علي كل ما يخصه من ممتلكات أو منشآت و كانت المنشأه التي قد اخذ منها هذا القنديل هي خانقاة الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار الموجوده بشارع السيوفيه من القاهره

المشكاه المأخوذه من خانقاة أيدكين البندقدار

 رسم تخيلي لجندي مملوكي يحمل البندق و هو علي ظهر جواده 

 تعريف بالمنشئ

و هنا  يكون السؤال الذي من الطبيعي أن يسأله الكثير من الناس من غير ذوي الإشتغال بالتاريخ المملوكي ( من هو علاء الدين ايدكين ؟ )
 أكثر ما عرف به الأمير علاء الدين ايدكين و أشتهر به عند المؤرخين هو كونه أستاذ الملك الظاهر بيبرس و مربيه لذلك فإن الظاهر يعرف ببيبرس البندقداري نسبة إلي أستاذه, أما علاء الدين نفسه فإنه كان من مماليك الملك الصالح أيوب بن الكامل و كان من كبار أمرائه و قد سخط عليه الصالح لحادثه و قعت و نزع منه مماليكه و منهم بيبرس لذلك فإن بيبرس يعرف ايضاً بالصالحي, لكن مع ذلك فإنه كان من خيرة المماليك الصالحيه و من أقربهم إلي أستاذه الملك الصالح

يقول الشيخ المقريزي في كتابه الخطط " ولما تسلطن الملك المعز أيبك التركمانيّ أقام الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري في نيابة السلطنة بديار مصر، فواظب الجلوس في المدارس الصالحية بين القصرين ومعه نوّاب دار العدل ليرتب الأمور وينظر في المظالم، فنادى بإراقة الخمور وأبطال ما عليها من المقرّر"

 و قد روي المؤرخون أن أيدكين كان له دور في تحريض شجر الدر علي قتل أيبك و قد كان, و عندما تقلبت الأحوال و دارت الحروب حتي تسلطن بيبرس صار أيدكين من جملة أمرائه و خدامه بعد أن كان بيبرس مملوكاً له, و في ظل سلطنة بيبرس استمر حال ايدكين كونه من كبار أمراء الدوله حيث أنه كان نائباً بحلب و قد إسترد دمشق بعد أن تمرد سنجر الحلبي علي بيبرس و ظل أيدكين نائباً بها, و كان أيدكين أيضاً ممن قام بخلع السلطان السعيد بركه خان بن الظاهر بيبرس حين إختلفت عليه كلمة الأمراء

كما يضاف إلي سيرة الأمير علاء الدين أنه كان من الأمراء المجاهدين سواء ضد التتار أو الصليبيين و إن كنت لم أقف علي ما يؤكد مشاركته في معارك المنصوره و فارسكور و عين جالوت إلي أني أظن أن مشاركته في مثل هذه المعارك أكيده لكونه في مقدمة المماليك الصالحيه و الثابت أنه شارك في أكثر من واقعه غير تلك المواقع المشهوره و كما اسلفنا فإنه كان من المشار إليهم للقيام بالمهام الجسام في زمن الظاهر بيبرس

أما عن وظيفة البندقداريه فالواضح أنه عرف  بهذا اللقب كونه مسئولاً عن فرق رماة البندق في الجيش المملوكي أو ربما كونه مسئولاً عن صناعة سلاح البندق و توفيره للعسكر

توفي الأمير أيدكين سنة 1286 مـ, 684 هـ  أي في عصر السلطان المنصور قلاوون و كان له من العمر حوالي سبعون سنه و قد دفن بقبة خانقاته و قد حج قبل وفاته بحوالي أربع سنين, و يقول عنه الشيخ بن كثير في كتابه البدايه و النهايه "  وهو الامير الكبير علاء الدين أيدكين البندقداري الصالحي، كان من خيار الامراء سامحه الله "

وصــف الأثــر

 واجة الخانقاه تجاه شارع السيوفيه و يظهر المدخل و قد علته مباني تابعه لقصر الأمير طاز

القبه المواجهه للسيوفيه و المدفون تحتها الأمير أيدكين

صوره قديمه للقبه الداخليه و تظهر فيها النقوش الجصيه علي رقبة القبه من الخارج

رقبة القبه الداخليه من الداخل


أما عن الخانقاه فقد قال المقريزي عنها أن أيدكين قد أوقفها لله تعالي و رتب بها صوفيه و قراء, و لمن لا يعلم فإن الخانقاه هي مبنه ذو طبيعه دينيه صوفيه حيث ينقطع فيه الصوفيه للتعبد لله سبحانه و تعالي مدي حياتهم و يتم الإنفاق عليهم من مال الوقف, يوجد بالخانقاه قبتين مدفون بأحدهما الأمير علاء الدين أيدكين و الأخري يرجح أنها لزوجته, تقول الدكتوره دوريس بهرنز أن خانقاة البندقدار هي أقدم خانقاه باقيه و معروفه بالقاهره بعد الخانقاه الصلاحيه سعيد السعداء التي أنشأها الملك الناصر صلاح الدين يوسف و التي لا يبقي من حالها حين تأسيسها شيئ

خــاطــره

ما أوردتده من تعريف موجز بالأمير علاء الدين أيدكين و خانقاته أردت ان أسبق به خاطره محزنه طرأت بذهني حينما كنت أتابع محتوي متحف ميتروبوليتان كما أسلفت, فمن العجيب أن يكون كل ما يملكه الأمريكان من هذا المنشأ هو هذه المشكاه ضئيلة الحجم إلي أنهم قد أعطوها جانب كبيراً من الإهتمام و يسروا للزوار سبل التعرف عليها و مشاهدتها ضمن محتويات تلك القاعه المهيبه فائقه البهاء التي إستحدثوها

القاعه المغربيه بمتحف ميتروبوليتان نيويورك

إلي أن الجانب المؤلم يتمثل في موقفنا نحن مسلمي مصر حكومة و شعباً, فبالرغم من كون الأمير أيدكين يعد رمزاً تاريخياً يوجب إحترامه و الإعتزاز به فلم يكن موقفنا منه فقط هو نسيانه و جهل السواد الأعظم من الناس به و حسب, بل و تعدي الأمر أننا أسأنا إليه بإهمالنا لأثر مادي قائم بذاته إلي يومنا هذا مجسداً عظمة المعمار و الفن الإسلامي في عصره الذي أضحت مصر فيه دوله إمبراطوريه قاهره كما أن هذا المنشأ يذكرنا بمدي إرتباط كبار رجال الدوله بشعائر الإسلام في هذا الزمان

فما أعجب هذا الحال !, هم ( الأمريكان ) من نعتبرهم خصوم حضاريون لنا يوقرون مشكاه و نحن من نفتخر بهويتنا و تاريخنا نحتقر مقدراتنا و تراثنا للدرجه التي و صلت إليها خانقاة أيدكين بشارع السيوفيه, فمن يزورها و يمر بجوارها قد لا يشعر أصلاً بوجودها و من يدقق النظر يشعر بحجم الإهمال الذي أصابها ما بين جدران متشعثه و أتربه متراكمه و منظر موحش و كأن المبني قد إستحال إلي خرائب  
و من العجيب أن قصر الأمير طاز الملاصق لمبني الخانقاه قد أجري له عملية ترميم ضمن مشروع تطوير القاهره التاريخيه إلي أني لا أفهم ما سبب ترك خانقاة البندقدار علي هذا الحال, قصر الأمير طاز تقام به الحفلات الراقصه للفنون الشعبيه و يزوره علية القوم ليقيموا به الندوات الثقافيه, أما الخانقاه التي نحن بحاجه لأن نعتبر بشخص بانيها المجاهد المسلم تبقي طي النسيان
ألسنا اولي ببناء مثل تلك المتاحف و تسليط الضوء عليه

موقع الخانقاه بالنسبه لمدرسة السلطان حسن

مسقط أفقي للخانقاه

يجب أن تكون متاحفنا بمثل هذا النشاط كما في حالة ميتروبوليتان و أن يتم دعمها إعلامياً أكثر خصوصاً مع تركيز الحكومات المتواليه علي دعم السياحه بمصر, فإن متحف الفن الإسلامي بالقاهره و بالرغم من ضخامته و عظمة محتوياته إلي أنها لا يتم دعمه إعلامياً مثل المتحف المصري مثلاً حتي أني لم أجد علي شبكة الإنترنت موقع له يوضح محتوياته و من غير المشهور في برامجنا الثقافيه و الترفيهيه تنظيم الرحلات التي تقصده

نحتاج لزيارة مثل تلك الأماكن و ألا نسقطها من حسباننا و إهتماماتنا كأفراد و أن نتتبع حالها بإستمرار فلن ينتقل هذا الإهتمام في ظل الظروف التي تمر بها مصر حالياً إلي مؤسسات الدوله إلا إذا بادرنا نحن بالإهتمام كأفراد من باب وعينا و إحترامنا لتاريخنا و تراثنا و هويتنا و نشر هذه الثقافه بين الناس و تعليمها للأجيال الناشئه قدر المستطاع

الأربعاء، 25 أبريل 2012

المحمل المصري

 * تعريف

من جملة لطائف مصر في عصورها الإسلاميه, أنه كان في كل عام قبل موسم الحج إلي بيت الله الحرام يتم إعداد ما يعرف ( بالمحمل ) و هو لقب يطلق علي قافله الحجيج قاصدي بلاد الحجاز و بصحبتهم الكسوه الشريفه التي كانت تكسي بها الكعبه و كذلك كان يلحق بتلك القافله سائر أنواع الخيرات من مطعم و ملبس و دواء مما يلزم تلك الرحله الهامه و الشعيره المقدسه
في موضع يعرف بالخرنفش داخل القاهره, يوجد مشغل الكسوه و كان له مخصصات و أموال من أجل الإنفاق عليه حتي أن بعض السلاطين أوقف عليه اوقافاً, اما المسئول عن إتمام العمل بها فقد كان من موظفي الدوله و يعرف بناظر الكسوه

* ذكر صفة المحمل و دورانه بالقاهره

كانت مناسبة خروج المحمل من جملة أعياد المصريين فكانت العاده أن يطوف بالقاهره في مظهر إحتفالي مرتين قبل رحيله, مره في منتصف شهر رجب و فيها يطوف بالقاهره وصولاً للفسطاط و الأخري في شوال حيث يطوف بالقاهره و منها إلي الريدانيه ( العباسيه ) ثم تبدأ الرحله, و كان المنادون يجوبون شوارع القاهره و الفسطاط قبلها بثلاث أيام لدعوة الناس للمشاركه بالإحتفال 
و كان المحمل يشق القاهره من باب النصر وصولاً إلي ميدان الرميله ( القلعه ) حتي يطل عليه السلطان و قد دأب سلاطين مصر المماليك علي أن يجتهدوا في إضفاء مزيد من الفخامه الممزوجه بالبهجه في هذه المناسبه ففي طوفان المحمل كان يخرج جنود المماليك من الشبان المتميزين بكامل سلاحهم و حسن زينتهم يسيرون في المقدمه و هم يقومون بإستعراض مهارات الفروسيه و خصوصاً اللعب بالرمح متقدمين قبة المحمل المحموله علي ظهر الجمل و الذي هو رمز للمحمل

و كان القاهريون يستقبلون هذه المناسبه بتزيين بيوتهم و محالهم و يخرجون إلي الشوارع للفرجه و يبيتون الليالي و كانت الشوارع تزدحم بهم عن آخرها إبتهاجاً به

صوره من القاهره في العصر الخديوي و يظهر فيها العساكر المصريين بأزيائهم الرسميه و هم يتقدمون جمل المحمل

لوحه للرسام الروسي ماكفوسكي كونستنتين الذي زار مصر سنة 1870 م للمحمل بمنطقة بين القصرين و حوله الصوفيه بأعلامهم

طوفان المحمل 

قارعي الطبول صحبة المحمل
 

صناع الكسوه يستعرضونها مع بعض الضباط الإنجليز بدايات القرن العشرين

صوره لكبار صناع الكسوه بدايات القرن العشرين
 
بالإضافه إلي ما أسلفنا من مشتملات المحمل, كان يتبعه فرقه عسكريه بغرض الحمايه و كانت توفر له الحمايه خلال رحلته دفعاً لهجمات أي معتدي خصوصاً العربان من البدو و كثيراً ما تعرضوا لتلك القوافل بغرض السلب و أحياناً كانت تفلح هجماتهم, و كان للمحمل أميراً يعرف بـ ( أمير حاج ) و الكثير ممن تشرف بهذه الوظيفه مشهور في التاريخ الإسلامي فعادة ما يكون من أكبر أمراء الدوله حتي أن منهم من تسلطن لاحقاً و كان من الأمراء من يحسن السيره في هذه المهمه ومنهم من يسئ, و قد استمرت وظيفة أمير حاج في العصر العثماني أيضاً

العسكر المصري يسير صحبة المحمل

معسكر المحمل أثناء الرحله


العسكر بجوار المحمل بالعباسيه قبل بداية الرحله

المحمل عند عودته بقصر محمد علي بشبرا
إستعراض المحمل بميدان القلعه

مجموعه من النساء يزرن الحمل  بالعباسيه
المحمل أثناء المسير
و كانت العاده أنه عندما يصل المحمل إلي مكه المشرفه يستقبله شريف مكه - و هو أميرها - و الذي كان تابعاً للسلطان المملوكي ثم للعثماني و كان يقبل حافر جمل المحمل  تبجيلاً و توقيرا

لم يكن المحمل ليخرج بالمصريين و حسب بل كان يصحبه سائر الحجيج من بلاد المغرب الإسلامي بما فيه الأندلس و بلاد إفريقيا أو القادمين عن طريق البحر من البلاد العثمانيه و كذلك كان كثيراً ما يأتي أمراء و ملوك تلك البلاد قاصدين الحج فكانوا جميعاً يجتمعون بالقاهره ليتوقفوا بتلك المحطه الهامه التي كانت لها أثر كبير في صورة و شخصية مصر بمخيلة زوارها حتي أن التراث الإسلامي يحفل بالكثير من المؤلفات التي صنفها الرحاله و الأدباء المارين بمصر و كذلك فإن وفادتهم إلي القاهره و إختلاطهم بالمصريين كان له أثر فكري و ثقافي و إجتماعي عميق علي إمتداد التاريخ المصري



**تابع الرابط من موقع لمشاهدة فيديو من المتحف البريطاني و إستعراض لقبة محمل موجوده بالمتحف

* تاريخ خروج المحمل

يختلف المؤرخون في تحديد أي زمان كان بداية خروج المحمل المصري فمنهم من أرخ بأنه بدأ في عصر السلطان صلاح الدين أو شجر الدر أو حتي الظاهر بيبرس و كل منهم يستشهد بأن حجته هو مصاحبة مظهر معين لكن الغالب أن المحمل بالمظاهر التي أسلفناها مجتمعه لم يبدأ إلا في عصر المماليك البحريه أي في منتصف القرن الثالث عشر ميلادي السابع هجري

لم يكن المحمل المصري هو الوحيد الذي يخرج للحج بالعالم الإسلامي بل كان هناك المحمل الشامي و كذلك المحمل العراقي و كذا اليمني, لكن ما كان يميز المحمل المصري هو خروج الكسوه معه و التي حرص عليها سلاطين المماليك أيما حرص, حتي أن الشيخ المقريزي يذكر أن السلطان ( شاه رخ ) بن تيمورلنك في ثلاثينيات القرن التاسع الهجري ألح علي السلطان المملوكي الأشرف برسباي في أن يكسو الكعبه فكان أن رفض السلطان بعض إستشارة قضاة الشرع و قد أورد الشيخ المقريزي بكتابه السلوك لمعرفة دول الملوك رد السلطان فقال " وأُجيب شاه رخ عن طلبه كسوة الكعبة باًن العادة قد جرت ألا يكسوها إلا ملوك مصر، والعادة قد اعتبرت في الشرع في مواضع وجُهزت إليه هدية ", كذلك فإنه بعد زوال دولة المماليك فإن بنو عثمان قد عهدوا إلي ولاة مصر بأن يجهزوا الكسوه و هي علي ذلك إلي إنقطاعها عن مصر في ستينيات القر العشرين الميلادي

* إنقطاع المحمل

أما عن إنقطاع المحمل, فقد كان بعد قيام حركة الضباط الأحرار بمصر إثر خلافات حكام المملكه الحجازيه و جمال عبد الناصر سنة 1961 و قد أعد آل سعود بالحجاز مشغلاً لكسوة الكعبه علي طريقتهم خلافاً للعاده المتبعه علي مدار أكثر من سبع قرون, و من المؤسف أنه كان يصحب المحمل إلي الأراضي المقدسه ما هو محرم من مظاهر الإحتفال من طبل و زمر و هذا لم يكن لائقاً فضلاً عن كونه مبتدعاً, و لكن ليس من المعلوم لدي أن هذا كان يحدث في أطوار المحمل المتقدمه لكن الثابت أنه حدث في مراحل تطوره المتأخره و خصوصاً في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي و كان يصحب بتلك البدع و التي أنكرها الأمير سعود بن عبد العزيز النجدي و الذي كان آخذاً بمنهج الإمام محمد بن عبد الوهاب حتي أنه أنكر صفة المحمل لدي السلطان العثماني سليم الثالث و طالبه بمنع والي مصر من مثل هذا الفعل, و كانت هذه فاتحة أبواب فتن و حروب في بدايات القرن التاسع عشر إلي أن أسر إبراهيم بن محمد علي سعوداً بن عبد العزيز و دمر عاصمته الدرعيه و كان إعدامه سنة 1814 بالآستانه ( إسطنبول ) و به إنتهي عصر الدوله السعوديه الأولي و لكن التوتر و الحذر تجاه المحمل ظل مستمرا حتي إبطاله و قد تجلي هذا التوتر في حادثة المحمل بمني سنة 1926 في عهد الملك عبد العزيز بعد سقوط الدوله العثمانيه

* عبــره

و هنا تأتي العبره من ذكر لطيفة المحمل ففضلاً عن كونها نادره تطيب ذكراها, فإننا إذا تأملنا فسنجد أن هذا الحدث يعد أحد مفردات العباره المشهوره ( دور مصر الإقليمي و التاريخي ), فقد كانت مصر حاضنة هؤلاء الوافدين من الغرب بمختلف أجناسهم علي مدار شهور طامعين في إتمام الفريضه المقدسه التي كانت تهفو لها القلوب خصوصاً لمشقة المسير إلي الحجاز في هذه العصور القديمه فكانوا يأتون إلي مصر متوسمين الأمن في سلطان قوتها و خيراتها الوافره منطلقين منها في سبيل إتمام مناسكهم في ظل ما تفيض به من طيبات تيسر هذا المقصد الجليل و كانت عادة لا تبخل و لا ترد طالبيها خائبين, أضف إلي ذلك ما كان يستجد من عمائر بأمر السلاطين بالأراضي المقدسه و قد أوقفت عليه الأوقاف بمصر فما زالت آثار تلك الأوقاف بأسمائها حتي اليوم فتجد بالقاهره وقف الحرمين و وكالة قايتباي و غيرهم مما أوقف لوجه الله للإنفاق علي الحجاج و فقراء المجاورين بل و بكل من بالحجاز من مسلمين حيث كان حينها يفتقر لما كان ببلادنا من خيرات

الخلاصه أن مصر عندما تبوأت منزلتها التاريخيه و قامت بواجبها الطبيعي من خلال مثل هذا الدور الذي لعبته كدوله إسلاميه كبري ترعي شئون المسلمين في شتي بقاع الأرض و تسد عنهم حاجاتهم و هذا الدور ما كان ليتحقق إلا بفضل من الله لما ميزها بنعم لم يميز بها غيرها من البلدان الإسلاميه و ما لها من عبقرية مكان أو زمان فنالت هذا القدر و هذه المنزله عن إستحقاق, و كذلك فإنها لما تخلت عما أنيط بها من دور تجاه المسلمين و إنصرف حكامها المتأخرين عن هذا الدور و إنشغلوا بترديد الشعارات الفارغه الغير ملوسه إنحطت مكانتها بل و علا عليها أصاغر الأقاليم التي لم يذكر لها شأن و لا تاريخ

و الأمر متصل أيضاً بالبلدان الإسلاميه التي نالت في زماننا هذا نصيباً مما كان لمصر سالفاً من شرف و قد حباها الله في هذه الأيام من ثروات مستحدثه و قد تبدلت الأحوال حتي أن مصر صارت تعاني أزمات متلاحقه, فأين هذه البلدان و أين حكامها من المسلمين, فإننا لا نراهم إلا منكبين علي ذواتهم و لا أعلوا للإسلام رايه بالرغم من تظاهرهم بذلك, و لا يعملون إلا بشريعة الغرب و موروثه البغيض من عصبيه و قوميه و لا يسيرون إلا بفلكه و صراطه مما سيكون مورداً لزوالهم لا محاله و التاريخ سيشهد عليهم و لن يذكرهم إلا بكل نقيصه

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

من هو الشيخ المقريزي

وثائقي أكثر من رائع من سلسة علماء المسلمون إنتاج قناة الجزيره الوثائقيه, يتناول بشكل موجز شخصية شيخنا المقريزي ( رحمه الله ) و أعماله


تابع الرابط أسفل

الاثنين، 2 أبريل 2012

من خلال زيارتي لمجموعة قايتباي


قمت بزياره إلي المنطقه التي تقع بها مجموعة قايتباي و ذلك في سنة 2010, و لم تكن الزياره قاصره علي تلك المجموعه و حسب بل و قمت بزيارة الكثير من الآثار الموجوده قريباً منها, و الحقيقه فإن معظم تلك الآثار يلقي نفس المصير و يعاني نفس الظروف من حيث الإهمال و غياب المسئوليه من جانب الحكومه و عدم الوعي بقيمة تلك العمائر الجليله من قبل المواطنين بل و التعدي عليها باسليب مختلف و بشكل مؤسف , و أما عن مجموعة قايتباي بالتحديد فكان ما لاحظته كالتالي :

*الربع / يعد الربع هو الأسوا حالاً من بين أجزاء المجموعه فهو بطبعة حاله منخفض عن منسوب الشارع حوالي 2 متر فإن بوابته شبه مردومه بالأتربه و النفايات التي يلقيها الأهالي فضلاً عن كون الفناء الداخلي منه ( في الجزء الغير مواجه للشارع ) قد إمتلأ بالقمامه لآخره و كأنه مقلب و الصور توضح ذلك, و واجهة الأثر قاتمه وقد غطت الأتربه أي ملمح جمالي تحتويه خصوصاً في منطقة المدخل التي تحتوي ( رنك ) شعار السلطان و المقرنصات و العقود الحجريه

 بوابة الربع و بالأعلي الفناء الداخلي و قد إمتلأ قمامه
*الحوض / ليس مصير الحوض أفضل كثيراً من الربع فإن الأهالي يستخدمونه أيضاً لنفس الغرض ( إلقاء القمامه ) و لكن ما لفت نظري أكثر فإنه و بالرغم من وجود سور معدني علي و اجهته إلي أنه قد علقت يافطة دعايه إنتخابيه علي الأثر نفسه و المفارقه أن تلك اليافطه كانت لـ ( محمد إبراهيم سليمان ) وزير الإسكان السابق !

 الحوض و قد علقت عليه يافطة إنتخابات

*المدرسه / و هي تعد الأفضل حالاً من بين كل الجزاء فهذا المبني مفتوح للزياره لأداء الأهالي للصلوات إلي أن إهتمام الحكومه بالمبني ضعيف جداً و الصور ثلاثية الأبعاد التي أرفقت روابطها توضح كيف أن داخل القبه مهمل من حيث التنسيق و النظافه و بشكل لا يليق بقبر رمز تاريخي السلطان قايتباي و الذي أظن ان من يعادله باي بلد أوربي يلقي أكثر بكثير من الإهتمام و التوقير
الملحوظه الأخري إنعدام و جود نظام إضاءه يناسب الأثر ليبرز قيمته المعماريه و إذا تاملت الصور الموجوده بالروابط ستجد أن المصابيح الموجوده بالمدرسه تم تركيبها من قبل الأهالي و هي تفتقر لأي ذوق يناسب الطابع الإسلامي فضلاً كون إضائتها لا توفر اي إحساس بالروحانيه و هي ليست مسئولية الأهالي بالأساس و لكنه كما أشرت غياب شديد لدور الدوله
كذلك فإن الأهالي قاموا بتعليق كل ما يحلوا لهم من مصابيح أو مراوح أو ملصقات في أي مكان بدون رادع بصرف النظر عن الموضع الذي تعلق به هذه الأشياء
إلي أن الجانب المشرق أن العناصر المعماريه بالأثر بحاله جيده و لا ينقصها سوي الإهتمام و أن يكون هناك خطه و نظام لإدارة المبني

صحن المدرسه و تظهر هنا المصابيح الغريبه

*المقعد و قبة الكلشني : هما أيضاً بحاله جيده إلي أني عند زيارتي كانا مغلقين و لم يتثني لي سوي الإستمتاع بما للواجهه من جمال معماري و قد كانت السقالات التي يستخدمها المرممون الذين يعملون علي واجهة المقعد منصوبه حينها

المقعد و السقالات منصوبه أمامه


أتمني عند زيارتي القادمه أن أجد :

1-      نظام إضاءه يناسب الأثر و يبرز قيمته و خصوصاً ليلاً ليكون علامه بارذه في سماء القاهره لمن يسير علي طرق صلاح سالم الحيوي و الذي يمر بالكثير من المعالم

2-      عملية تنظيف تزيل كل القمامه التي إنتهكت بها حرمة هذه الأماكن و إزالة الأتربه من علي الواجهات و معالجة مشكلة القمامه بالمنطقه 

3-      بدء خطه لوضع الأثر و ما يحيط به من آثار أخري عظيمه تركت من قبل أجدادنا بهذه المنطقه ضمن خطة تطوير لتتحول مستقبلاً إلي متحف مفتوح ( كشارع المعز ) و هذا ليس بالصعب خصوصاً أن منطقة قايتباي ليست آهله بالسكان و الأنشطه كالجماليه التي يقع بها شارع المعز

الخميس، 29 مارس 2012

الجنيه المصري و مدرسة قايتباي






نبدأ في تعريفنا بالمساجد المرسومه علي العملات الورقيه المصريه بالعمله الورقيه فئة جنيه واحد, و إذا دققنا النظر بجوار الصوره سنجد أنه قد كتب إسم المسجد و هو مسجد السلطان قايتباي, في هذا المقال نتناول تعريف موجز بهذا الأثر
تعريف بالمنشئ

هو السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي الظاهري و هو جركسي الأصل و لقبه الظاهري نسبه للسلطلن الظاهر جقمق الذي اعتقه بعد أن كان مملوكاً للسلطان الأشرف برسباي من قبل, و هو في نظر الكثير من المؤرخين اعظم سلاطين المماليك الجراكسه ( حكام مصر في القرن الخامس عشر )
 هذا السلطان نعرف إسمه جيداً بسبب البرج أو القلعه الموجوده بالأسكندريه, إلي أنه ينسب إليه في العالم الإسلامي حوالي 70 اثر آخر, فقد شهد عصره نهضه عمرانيه واسعه
و بالرغم من أن فترة حكم قايتباي قد إستمرت حوالي 30 سنه من 1468 إلي 1496 إلي انها شهدت الكثير من التحديات ما بين تمردات العسكر و تحركات معاديه علي حدود الدوله كان أبرزها هجمات السلطان حسن الطويل ملك ما يعرف الآن بإيران و شاه سوار جنوب شرق الأناضول و كذلك حروبه مع الدوله العثمانيه التي حالفه فيها النصر بقيادة الأمير أزبك ( مؤسس حي الأزبكيه ) , كما نزل الطاعون بالبلاد أكثر من مره إلي أن هذا كله لم يمنع من قيام دوله قويه أزدهرت فيها حركة التجاره مع الدول الأوربيه و كثر فيها تشييد الأوقاف الجليله مما شيده السلطان و أمرائه في مصر و الشام و بلاد الحرمين والتي أوقفت علي أوجه البر و قد عاصر الكثير من الأئمه و الفقهاء و المؤرخين و العلماء ممن تركوا بصمه مميزه علي التراث الإسلامي و كلهم كانوا يحيون في مظلة سلطنته سواء في مصر أو في الشام

* هذه نبذه مختصره عن السلطان قايتباي و ربما نتناول ترجمة هذا السلطان بإستفاضه في موضوع آخر لاحقاً


موقع الأثر


 هذا الأثر مدون برقم 99 من آثار مدينة القاهره و يقع بشارع السوق بمنطقة قايتباي التابعه لمنشية ناصر, و يمكن لمن يسير علي طريق صلاح سالم ما بين جامع الشرطه حتي حديقة الأزهر إذا كانت القلعه خلفه فسوف يري المسجد علي يمين الطريق بين القباب و المآذن الموجوده علي إمتداد مقابر المجاورين و بالمناسبه هي – مقابر المجاورين- تعرف أيضاً بالقرافه الشرقيه أو صحراء المماليك و يوجد بنفس المنطقه الكثير من العمائر الجليله التي شيدها السلاطين و الأمراء في مختلف العصور  الإسلاميه

وصف الأثر

هذا الأثر بالأساس هو عباره عن مجموعه شملت أكثر من مبني, مازال قائماً منها حتي الآن :
 
1-      مدرسه للمذاهب الأربعه و بها قبة و ضريح المنشئ


2-      مقعد ( مقصورة جلوس )


3-      ربع ( مجمع سكني به غرف صغيره و يشتمل أيضاً علي دكاكين في الدور الأرضي و ربما يشتمل علي مخازن كذك )


4-      حوض لشرب الدواب الماره


5-      بوابة المجموعه


6-      ضريح آخر يعرف بقبة الكلشني ( هي بالأساس طبقاً حجة الوقف مخصصه لأبناء قيتباي و مذكور أيضاً أنها مدرسه بالرغم من كونها تربه )


* نتحدث هنا فقط عن المدرسه و هي المرسومه علي العمله النقديه فئة جنيه مصري و نرفق صور لباقي المجموعه

و قد قام السلطان بتشييد هذا الأثر ما بين سنة 1472 حتي 1474 و كانت هذه المجموعه في مجملها تشبه البستان أو الحديقه فعندما زارها أوليا شلبي في القرن السابع عشر ذكر أنها كانت مثلثة الشكل و إستغرق حوالي 3 ساعات في التجول حولها

مبني المدرسه هو في تخطيطه مطابق للنموذج المعماري المألوف في ذلك العصر حيث يحتوي علي أربع أواوين لتدريس المذاهب  إلي أن نص الوقف لم ينص إلا علي مخصصات إمام مالكي و مرتبات الصوفيه القاطنين بالمكان فنذكر هنا قول بن إياس المرخ في أحداث سنة 874 هـ إذ يقول
(( وفيه ابتدأ السلطان بعمارة تربته التى أنشأها فى الصحراء، وجعل بها جامعاً بخطبة، وقرر به صوفة وحضوراً بعد العصر، وأنشأ هناك عدة خلاوى برسم الصوفة وحوضاً وصهريجاً وأشياء كثيرة من وجوه البر والمعروف )), و الخلاصه ان المبني كان يقوم بوظيفة المسجد الجامع و لم يقم قط بوظيفة المدرسه و ذلك لعدم إشتمال حجة الوقف علي مخصصات التدريس للمذاهب و كونها لم تقم قط بهذه الوظيفه
مسقط أفقي لمبني المدرسه

و تتميز هذه المدرسه بقبه حجريه ( مدفون تحتها السلطان ) مزينه بالنقوش المملوكيه الغنيه و كذلك المئذنه إسطوانية الشكل و المبنيه من الحجر أيضاً كما بيرز علي الواجهه الرئيسه المدخل المزين بإتقان يدل علي حرفيه عاليه تميز بها هذا العصر و جميع هذه العناصر إتبعت النسق المعتاد حينها من حيث التصميم إلي أن أعمال الزخرفه و التزيين كانت تتمتع بالكثير من التميز في هذا المبني







كما يؤكد السبيل و الكتاب الملحقين بالمدرسه للواجهة  شخصيتها المميزه و قد كان من المعتاد في عمارة المدارس المملوكيه في عصر الجراكسه أن يلحق بالمدرسه سبيل و كتاب




أما عن الفناء الداخلي للمدرسه فقد غطي بسقف خشبي مزين به قبه خشبيه و هذا الإسلوب في تغطية الفناء لم يكن معتاداً في المراحل المبكره من العصر المملوكي


 و قد كان مبني المدرسه حتي بداية القرن التاسع عشر أو بعد ذلك بحدود نصف قرن متصل بمبني الحوض عن طريق مبني قد إندثر حاليا كان يمتد موازياً للشارع حيث أن الشارع الموجود بين المدرسه و الحوض حالياً هو مستجد وكانت توجد بالمبني فتحات عقديه ليعبر من خلالها الماره إلي داخل المجموعه و ربما كان هذا المبني ممتداً حتي يصل إلي الربع و اظن أنه كان جزء من الربع, و الصور القديمه يظهر فيها المبني المندثر قائماً
لوحه للفنان ديفيد روبرتس في بداية القرن الـ 19 مـ يظهر فيها جزء من المبني المندثر

شخصية الأثر و أهميته

أزعم أن الطابع الذي تتركه هذه المدرسه لمن يعاينها هو أنها الأكثر تمثيلاً و تعبيراً عن شخصية هذا العصر من جانبه الفني و المعماري

وقد كان هذا المبني قديماً - بالتحديد في نهاية العصر المملوكي - وجهه أساسيه تقصد من قبل الشخصيات المهمه و المؤثره في أحداث تلك الحقبه خصوصاً كون الغالب في من تحكم بسياسة الدوله في المرحله التي تلت حكم قايتباي حتي دخول العثمانيين مصر ( 1517 مـ ) كونهم من ذوي قايتباي و مماليكه و كان هذا سبباً لما تمتع به قايتباي من مكانه في قلوب و عقول الأمراء و الرعيه فيمكننا القول أنه كان رمزا و أباً روحياً للمصريين فنقرأ في كتب التاريخ مثلاً عند الصلح بعد أحداث الفتن مقولة شرطيه لإتمام الإتفاق بين المتخاصمين ( إرساء الدوله علي قواعد السلطان قايتباي ) أي أن حكمه كان مثلاً يحتزي به

ومما يعطي الأثر و المجموعه بشكل عام مزيد من الأهميه هو مدي تنوعه و شموليتة لمختلف العناصر المعماريه و أعمال النحت و التزيين مما يجعله في حال تؤهله ليكون متحفاً مصغراً يحوي نماذج مختلفه من عمارة عصر المماليك الجراكسه

 و لهذه الأسباب فإن مدرسة السلطان قايتباي ليست بالأثر التقليدي و لكنها بحق أثر يستحق أن يلقي منا المزيد من العنايه و الإهتمام سواء أفراد أو حكومات لما مثلته  شخصية قايتباي و مرحلة حكمه و ما تبعها من حكم مماليكه من دور محوري و مؤثر في تاريخنا سواء كان هذا الدور سلبي أو إيجابي و هذا يوجب علينا تخليد ذكراه

أدعوكم لمتابعة و تحميل روابط قبة و مدرسة قايتباي من علي موقع www.3dmekanlar.com  لمعاينة المسجد بصور ثلاثية الأبعاد

http://www.3dmekanlar.com/ar/tomb-of-qaitbay-2.html
http://www.3dmekanlar.com/ar/qaitbay-mosque-2.html

الثلاثاء، 27 مارس 2012

العملات الورقيه المصريه

نظراً لأني لم أقابل في حياتي من يعرف أسماء المساجد المرسومه علي العملات الورقيه المصريه فضلاً عن أني لم أجد من يدري و لو بالقليل عن تاريخها, قفد قررت أن نناقش تلك الآثار و أن  نذكر نبذات عنها  علها تضيف المزيد من الوعي بتلك الروائع المنسيه و التي لولا أهميتها ما كانت لتوضع صورها علي العملات الرسميه للبلاد


و في الحقيقه لا أدري إن كان في عالمنا شعوب أخري لا تعرف ماهية الرسومات الموجوده علي عملاتها فهي عادة ما تكون رمز قومي هام في أي بلد

و عندما اشير إلي من لا يعرف شيئ عن تلك المساجد فأنا أقصد بالتحديد ممن يحملون المؤهلات المعتبره و من ذوي التعليم الراقي و الذين يفترض بهم أن يكونوا أكثر وعياً ممن هم دونهم, و أزعم أن الجهل بتلك الآثار هو علي الحقيقه حاله عامه  و هذا يؤكد مدي  غياب الصله بمقدراتنا القوميه و التاريخيه مما يكون سبباً علي الدوام لإنتهاك حرمتها و التطاول عليها بالسرقه و التخريب دون ان يشعر السواد الأعظم من المصريين


بعون الله نبدأ مناقشة تلك الآثار عسي ان يكون لذلك و لو دوراً بسيطاً في تسليط الضوء عليها في مجتمعنا و إزالة ما أحاط بها من عموض

 

السبت، 24 مارس 2012

مقــــــريزيات

 الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين و إمام المهتدين سيدنا محمد صلي الله عليه و آله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا

و بعد, فإن هذه المدونه تعني بتناول تاريخ مصر من نواحيه العمرانيه و الإجتماعيه, متابعين في ذلك نهج أستاذنا و شيخنا عمدة المؤرخين المصريين أحمد بن علي المقريزي رحمه الله صاحب المصنفات الوافره في علوم التاريخ و الإجتماع فيما سبقه من عصور و ما عايشه و عاينه, مستحضرين معاً ما لبلادنا من تراث إنساني راق في شتي المجالات و الذي كان حصيلة قرون من النهضه و الرياده التي تمتعت به أمتنا الغاليه و قد كان علي الدوام حادياً لها لتدفع بالمزيد من الإسهامات و الإفرازات التي كانت سبباً و مكوناً للحضاره الإسلاميه و البشريه عموماً

بإذن الله نبدأ هذه المدونه عسي أن نكون من المذكرين بهذه المآثر التي غفل عنها معظم المصريين بوجه خاص و المسلمين بوجه عام حتي غابت تقريباً عن وعيهم فضلاً عن كون ذلك ثمرة لتعرضها خلال فترات طويله لحملات من التشويه و التدمير و النسيان بقصد أو بدون قصد

و تزداد حاجاتنا للبحث و الإستحضار في مثل هذه المواضيع لكون تاريخ الأمم هو أحد المكونات الرئيسيه للهويه و التي يعد الإهتمام بها و ما تطرحه من مواضيع أحد السمات التي تميز الأمم الناهضه, و مما لا شك فيه أننا نسعي لأن نبدأ عصور نهضتنا و نستعيد مكانتنا التاريخيه الحقيقيه بعد غياب طويل

و هذا كله يكون في إطار ما تيسر و ما أتيح للمدون من علوم و أفكار و ما يطرح من آراء و مشاركات من الساده الزوار و الأعضاء و نرجوا من الله الكريم أن يعم النفع بما يعرض و أن تعم الفائده و تزداد

 ** و علي الله قصد السبيل **